تعرف نبتة الهندباء في منطقة الشرق الأوسط في كل من لبنان، فلسطين، الأردن، سورية ومصر. ويطلق عليها سكان فلسطين والأردن وجنوب لبنان اسم «العلت» وهي نبتة برية تبدأ بالظهور في أول الشتاءومنها عدة أنواع، منها ما يمتاز بعرق من المرار ومنها ما هو حلو المذاق بحيث يؤكل نيئاً.وتنتشر كثيرا في هذه المنطقة كونها من المقبلات الخفيفة والمفيدة. عرفت الهندباء فيمصر القديمة. فقد كان الفراعنة يأكلون أوراقها الخضراء نيئة. كما عرف عنها أهميتها طبياً، فقد نصح الأطباء العرب باستخدامها لأنها مفيدة صحياً لأشياء كثيرة.
تعرف الهندباء بأسماء أخرى مثل الطرخشون، والشيكوريا، والهندب، والسريس، واللعاعة. وفي الغرب، تعرف بالكرةالمنفوخة، والدودة الأكالة، والساعة المجنونة، وزهرة الربيع الأيرلندية، وأسنان الأسد،والبوال، وتاج الراهب. والكرة الصفراء وأنف الخنزير.
أما من الناحية العلمية فتعرف باسم: Taraxacum afficinalis من الفصيلة المركبة (Compositae) كما أن هناك أنواعاً أخرى مثل الهندباء البرية والمعروفةعامياً باسم بوجنج ينج وعلمياً باسم T.mongolicum وهذا النوع يستخدم في الصين بلد المنشأ لعلاج أمراض الكبد ونوع آخر يعرف باسم Cichoriumintylric من الفصيلة المركبة وجميع هذه الأنواع تنمو وتزرع بكثرة في أوروبا وبالأخص في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وفي أمريكا والهند وآسيا وافريقيا ويقدس الفرنسيون نبات الهندباء حيث يعملون من جذورها قهوة تنافس قهوة البن.
الهندباءالبرية :
الهندباء البريةنبات عشبي.. الجزء المستعمل منه الجذور والأوراق والأزهار.. يعرف علمياً باسم Chicorium intybus تحتوي الجذور على 58% انيولين وسيسكوتربين لاكتونز وكذلك فيتامينات ومعادن.تستعمل الهندباء البرية مقوية للكبد وللجهاز الهضمي.. ويشبه تأثير جذور النبات تأثير جذورالهندباء الطبية.. تستخدم جذور نبات الهندباء البرية بعد تحميصها وسحقها كبديل للقهوة حيث يعمل منها مشروب مماثل للقهوة.يعتبر الاسيتامينوفين (Acetaminophen) في الجرعات العالية ساماً للكبد، وإذا كانت الجرعة عالية جداً فإنهقاتل.. وفي دراسة أجريت على الفئران التي أعطيت جرعات تقتل الفئران 100% من الاستامينوفين والتي أعطيت خلاصة النبات حيث تم انقاذ 70% من الفئران وهذا يدل على كفاءة الهندباء البرية لانقاذ الكبد.. يوجد خلاصات جاهزة تباع في الأسواق المحلية.
والطريقة أن يؤخذ ملء ملعقة من الهندباء البرية وتوضع في ملء كوب ماء مغلي وتترك لمدة 15دقيقة لتنقع ثم تصفى وتشرب بمعدل كوب قبل الفطور وآخر قبل العشاء يومياً ويجب تحضير المغلي أولاً بأول يوميا.
ومن خصائص نبات الهندباء:
أنه مرمم، ضد فقر الدم، فاتح الشهية ، مطهر، مدر،مسهل خفيف، مفرغ للصفراء، دافع للحمى، طارد للديدان. ولذلك فإنه يوصف لعلاج حالات: فقر الدم ، آفات الكبد ، أجهزة العظم ، مسالك البول ، الإمساك ، النقرس ، التهاب المفاصل ، والرمال والحصى ، فقد شهية الطعام ، الوهن النفسي ، الأمراض الجلدية..بل يشير الأطباء إلى أن الهندباء منشط عام ومجدد للأعصاب لاحتوائها على ما يعادل 1% من وزنها فوسفور ، وتستخدم لعلاج الروماتيزم والأمراض الجلدية، أما أثرها المسهل فهو ذو فاعلية مزدوجة بفضل الخمائر المتنوعة التي تحتويها. أما قدرتها على طراد الحمى وهيالقدرة التي ذكرها (كازن) في القرن التاسع عشر فقد أكدها (ديكو). كما أكد (بالدن) أنهامضادة لمرض السكر، فمركباتها تسهل وظائف الكبد الخاصة بالغليكوجين وتخفض معدل البيلةالسكرية. ومن جهة أخرى مستخرج نقع الهندباء في ماء مغلي لتوه يهدئ العطش الثقيل على مرضى السكر وينظم لديهم إفراز البول غير المنتظم.
ويوجد في جذور الهندباء المرة 48 أنولين والسكاروزوالبنتوزان، كما ويوجد غيلكوزيد الألتبين وهي المادة التي تعطي الجذور الطعم المر المفيدكمادة فاتحة للشهية. ويفيد عشب الهندباء في حالات تشمع وتضخم الكبد خارجيا ويستخدملعلاج الأكزما. كما أن مغلي العشبة يمكن استخدامه لعلاج مسامير اللحم فضلا عن استخداماتعلاجية ووقائية أخرى كثيرة.
قالوا عنها قديماً:-
عرف قدماء المصريينالهندباء منذ أكثر من 5000 سنة، حيث كانوا يأكلون أوراقها كخضار وظل هذا النبات منذأيام الفراعنة وحتى أوائل القرن السابع عشر، الميلادي يستخدم كغذاء وعلاج ممتاز ومعترفبه بين الأطباء آنذاك لعلاج الكبد. ولأن أول من نصح باستخدام الهندباء كعلاج هم الأطباءالعرب، وذلك ابتداء من القرن الحادي عشر ثم تلا ذلك نصيحة أطباء ويلز ببريطانيا فيالقرن الثالث عشر حيث نصحوا المواطنين باستخدامه كأحد الأعشاب الجيدة لعلاج كثير منالأمراض.
قال عنها ابن سينا:
الهندباء منه بريومنه بستاني وهو صنفان عريض الورق ودقيقه، وأنفعه للكبد أمره، والبستاني أبرد وأرطب،والبري أقل رطوبة. إنه يفتح السدد في الأحشاء والعروق، وفيه قبض صالح وليس بشديد ويضمدبه النقرس، وينفع من الرمد الحار. وحليب الهندباء البري يجلو بياض العين، ويضمد بهمع دقيق الشعير للخفقان، ويقوي القلب، وإذا حل خيار تنبر في مائه وتغرغر به نفع من أورام الحلق. وهو يسكن الغثي ويقوي المعدة، وهو خير الأدوية لمعدة بها مزاج حار. وإذاأكل مع الخل عقل البطن، وهو نافع لحمى الربع والحميات الباردة.
أ- للاستعمالات الداخلية:
- يستعمل مغلي الأوراق لعلاج سوء الهضم ولنقص الشهية، حيث تؤخذ ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين بعد سحقها أو تقطيعها،وإضافتها إلى كوب ماء مغلي، ثم يصفى الماء بعد 15 دقيقة من وضع أوراق الهندباء في الكوب ويشرب دافئاً. ويمكن عمل منقوع من الأوراق المسحوقة حيث تضاف ملعقة صغيرة من مسحوق الأوراق إلى كوب ماء بارد ويترك لمدة نصف ساعة ثم يصفى ويشرب.
- لعلاج الإمساك ينقع حوالي ثلاث ملاعق من أزهار النبات في حوالي لتر من الماء البارد ويشرب منها كأسقبل كل وجبة.
- تنقع حوالي ثلاث ملاعق من جذور أو جذامير الهندباء بعد سحقها مع حوالي لتر من الماء وتترك لمدة حوالي5 دقائق، ثم تغلى بعد ذلك لمدة 15 دقيقة، ويشرب منها كأس قبل كل وجبة وذلك لعلاج الكبد وكذلك المرارة حيث تمنع تكوُّن حصى في المرارة وتفتتها إن وجدت ويقال إن هذه الوصفةجيدة لتخفيض الوزن..
وتعتبر جذور وأوراق الهندباء من أفضل الأدوية العشبية للمرارة حيث تعمل على عدم تكون حصاة المرارة وربما تذيب الحصوات المتكونة.. يمكن استعمال الهندباء أكلاً فهي تعتبر غذاء بالاضافة إلىكونها دواء وتوجد منها مستحضرات صيدلانية تباع في الأسواق المحلية.
وهناك دراسات علميةأجريت على أوراق الهندباء حيث نشر بحث قيم في مجلة النباتات الطبية العالمية توصي باستخدام أوراق الهندباء كأفضل مادة لإدرار البول. أما بالنسبة لجذور الهندباء فقد درسه الألمان وذكروا أن نتائج الدراسة أثبتت جدوى الجذور في علاج أمراض الكبد وتنبيه المرارة لإدرارالصفراء،
- يستعمل مغلي الأوراق والأزهار والجذور معاً لمقدار ثلاث ملاعق في لتر من الماء بمقدار كوب صباحاً وآخر مساء،وذلك لعلاج حالات الأنيميا والضعف العام وفقد الشهية.
- يمكن الاستعانة بنبات الهندباء البرية لعلاج حصر البول حيث أنها غنية بالبوتاسيوم، ويمكن شربها مغلية أو كبسولات محتوية على مستخلصها. كذلك فيتامين B6 مفيد جداً في هذه الحالة. ويمكن إضافة نبتة الهندباء البرية أيضاً إلى السلطة فطعمها رائع، بجانب فائدتها في معالجةومقاومة مرض احتباس السوائل في الجسم.
- وتوصف الهندباء غذاء للمصابين في الكبد لتنشيط افرازاته وافرازات الصفراء، وإذا أضيف الثوم إلى الهندباء فإنها تصلح للمصابين بعسر الهضم. ومما يذكر إن الهولنديين كانوا أول من فكر في استعمال جذورالهندباء اليابسة ومزجها بالبن، وصنع قهوةالهندباء منها وجعلها مشروباً مقوياً للأمعاء. ومما يذكر أن الهندباء البرية أكثر فائدةمن الناحية الغذائية من الهندباء البستانيةوجميع أجزاء نبات الهندباء سواء الأجزاء الهوائية (السيقان والأوراق والأزهار) أو الأجزاءالمغمورة تحت سطح الأرض (جذور وجذامير).
ب- للاستعمالات الخارجية:
- يستعمل مغلي الجذورأو الجزامير على هيئة كمادات دافئة لعلاج التهابات العين.
- يستعمل منقوع الأوراق والأزهار الطازجة في علاج آلام الأطراف بواسطة التدليك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق