Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

السبت، 31 أغسطس 2013

لحوم مسمومة ..انتبه حتى لا تأكل منها

لحوم مسمومة ..انتبه حتى لا تأكل منها

لحوم مسمومة ..انتبه حتى لا تأكل منها

بسم الله الرحمن الرحيم 

لحوم "العلماء" مَسمُومَة !! 


د. ناصر بن سليمان العُمــر 





* إلى كل من ابتلي بالوقوع في العلماء فخط قلمه ُ ونطق لسانه . 

* إلى الذين جعلوا الطعن في العلماء العاملين سبيلهم فاتهموهم في مقاصدهم وحملوا ألفاظهم مالا تحتمل واجلبوا عليهم بالخيل والرجْل ِ . 

* إلى الذين صرفوا همتهم وأنفقوا طاقتهم في مواجهة أهل العلم والشغب عليم . 

* إلى كل هؤلاء نقول : أولا: 

اعلموا هداكم الله – أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة . 

ونقول ثانياً : 

يا نطح الجبل العالي ليثلمه ******** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل 

ونقول ثالثاً وأخيراً : 

إن الأمة تثق بعلمائها ولن تقبل الطعن فيهم من كل حاقد متربص . 

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين . آمين 





أسباب أكل لحوم العلماء 

1- الغَيرَة والغِيرة : 

أما الغَيرَة –بالفتح - فهي محمودة ، وهي أن يغار المرء وينفعل من أجل دين الله،. 

وأما الغِيرَة – بالكسر- فهي مذمومة وهي قرينة الحسد،والمقصود بها هو : كلام العلماء بعضهم في بعض من ( الأقران ) 

2- الحسد : 

والحسد يُعْمي ويُصمّ ، 

3- الهوى: 

إن بعض الذين يأكلون لحوم العلماء لم يتجردوا لله – تعالى –وإنما دفعهم الهوى، للوقوع في أعراض علماء الأمة . 



4 - التقليد: 

لقد نعى الله – تعالى – على المشركين تقليدهم آباءهم على الضلال : { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون }. [ سورة الزخرف ، الآية : 22 ] 

والتقليد ليس كلُّه مذموماً ، بل فيه تفصيل ذكره العلماء . ولكنني في هذا المقام أُحذر من التقليد الذي يؤدي إلى نهش لحوم العلماء 



5 - التعصب: 

التعصب من أبرز أسباب ذلك . والباعث على التعصب هو الحزبية ، الحزبية لمذهب أو جماعة أو قبيلة أو بلد ، الحزبية الضيقة التي فرقت المسلمين شيعاً 



6 – التعالم : 

لقد كثر المتعالمون في عصرنا ، وأصبحت تجد شاباً حدثاً يتصدر لنقد العلماء، و لتفنيد آرائهم وتقوية قوله 



7- النفاق وكره الحق : إن المنافقين الكارهين للحق؛من العلمانيين ، والحداثيين، والقوميين، وأمثالهم من أقوى أسباب أكل لحوم العلماء؛ 



8- تمرير مخططات الأعداء كالعلمنة ونحوها 



الآثار المترتبة على الوقيعة في العلماء : 



إنّ هناك عواقب وخيمة ، ونتائج خطيرة ، وآثاراً سلبية ، تترتب على أكل لحوم العلماء؛ والوقوع في أعراضهم . يدرك تلك الآثار من تأمل في الواقع ، ووسع أفقه ، وأبعد نظره ، وإليك أهمها : 





1- إن جرح العالم سبب في رد ما يقوله من الحق : 

استغل المشركون من قريش هذه الأمر ، فلم يطعنوا في الإسلام أولاً ، بل طعنوا في شخص الرسول (صلى الله عليه وسلم) ؛ لأنهم يعلمون – يقيناً - أنهم إذا استطاعوا أن يشوهوا صورة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أذهان الناس ؛ فلن يقبلوا ما يقوله من الحق، وقد كانوا قبل بعثته يصفونه بالأمين، الصادق ، الحكم ، الثقة. 



2- أن جرح العالم جرح للعلم الذي معه 

فالذي يجرح العالم ؛ يجرح العلم الذي معه. 

ومن جرح هذا العلم ؛ فقد جرح أرث النبي (صلى الله عليه وسلم) ؛ وعلى ذلك فهو يطعن في الإسلام من حيث لا يشعر. 



3- أن جرح العلماء سيؤدي إلى بعد طلاب العلم عن علماء الأمة، 



4 - أن تجريح العلماء تقليل لهم في نظر العامة، وذهاب لهيبتهم ، وقيمتهم في صدورهم ، وهذا يسُرُّ أعداء الله ، ويفرحهم . يقول أحد الزعماء الهالكين في دولة عربية بعد أن سلط إعلامه على العلماء مستهتراً مستهزئا بهم - : ( عالم .. شيخ .. أعطه فرختين ؛ فيفتي لك بالفتوى التي تريد ). 



5 - تمرير مخططات الأعداء : 

ومن الأمثلة الواقعية لذلك : الطعن في رجال الحُسْبة ، والطعن في القضاة ، والطعن في الدعاة . 

تجلس في بعض المجالس فتسمع الكلام السيئ في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أخطأ رجال الهيئة..... فعل رجال الهيئة.... ترك رجال الهيئة ......، سبحان الله ! أما يخطئ إلا رجال الهيئات!لماذا لا تذكر أخطاء غيرهم ؟! 



وأما الحديث عن الدعاة فحدث ولا حرج ، لقد وصم الدعاة بألقاب لم نكن نعرفها، وصفوا بالمتطرفين ، ووصفوا بالمتزمتين، و... و... إلى آخر القاموس ؛ تشويهاً لسمعتهم ؛ وتبشيعاً لواقعهم في عقول الناس . 





المنهج الصحيح والعلاج الناجح لهذه القضية 

وبعد أن عرفنا الآثار المترتبة على أكل لحوم العلماء ، ننتقل إلى بيان المنهج الصحيح ،ووصف العلاج الناجح تجاه تلك القضية ، وذلك في نطاق آفاق ثلاثة : 

1- ما يجب على العلماء في هذا المجال . 

2- ما يجب علينا تجاه العلماء . 

3- السبيل السليم لبيان الحق ، بدون الوقوع في العلماء . 



أولاً : ما يجب على العلماء : 



1- أن يكون العالم قدوة في علمه وعمله: ومن هنا جاء في القرآن التحذير من تخالف العلم والعمل، قال تعالى: { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون}[سورة البقرة ، الآية : 44 ] 



2 - أن يتثبت العالم في الفتوى ويكمل شروطها : 





3- أن يحذر العالم من الاستدراج، والاستغفال والتدليس : 

هناك من يستدرج العلماء، وهناك من يستغفلهم ، هناك من يُلبّس عليهم، ولذلك يجب على العالم أن يكون فطناً متنبهاً 



4- أن يكون جريئا في الحق ، لا تأخذه في الله لومة لائم



ثانياً : ما الواجب علينا اتجاه علمائنا :



1- أن نحفظ للعلماء مكانتهم و فاعليتهم في قيادة الأمة وأن نتأدب معهم : 


إن في معاملة السلف لعلمائهم لقدوةً لنا ، 



2- أن نعلم أنه لا معصوم إلا من عصم الله ، وهم الأنبياء والملائكة. 



وعلى ذلك فيجب أن ندرك أن العالم معرضٌ للخطأ ، فنعذره حين يجتهد فيخطئ ، ولا نذهب نتلمس أخطاء العلماء ونحصيها عليهم . 



3 - أن ندرك أن الخلاف موجود منذ عهد الصحابة وإلى أن تقوم الساعة : 

لذلك يجب أن تتسع صدورنا للخلاف بين العلماء ، فلكل واحد منهم فهمه ، ولكل واحد إطلاعه على الأدلة ، ولكل واحد نظرته في ملابسات الأمور ؛ 



4- أن نفوت الفرصة على الأعداء، و ننتبه إلى مقاصدهم وأغراضهم، وأن ندافع عن علمائنا،لا أن نكون من وسائل تمرير مخططات الأعداء من حيث لا يشعرون 



5 - أن نحمل أقوال علمائنا وآراءهم على المحمل الحسن، و ألا نسيء الظن فيهم ، وإن لم نأخذ بأقوالهم. 



6 - أن ننتبه إلى أخطائنا وعيوبنا نحن، وننشغل بها عن عيوب الناس عامة، وعن أخطاء العلماء خاصة. 



ثالثاً : السبيل السليم لبيان الحق ، بدون الوقوع في العلماء . 



بعض الناس اليوم وقعوا بين إفراط وتفريط، ففريق يطعنون في العلماء ويتهمونهم كلما قالوا شيئاً. 

وفريق آخر ، إذا سمعوا عالماً أو طالب علم يُبين الحق بدليله قالوا : إنه يقع في أعراض العلماء ، ويُحدث فتنة . 

وكلا الفريقين مجانب للمنهج الصحيح في هذا الباب . 

فما المنهج الصحيح الذي نجمع فيه بين بيان الحق وحماية أعراض علمائنا , غير ملتزمين بقولٍ إلا إذا كان مقروناً بالدليل ؟ 

يمكن توضيح ذلك المنهج كما يلي : 



1 - التثبت من صحة ما ينسب إلى العلماء .

2 – أن نعرف أن عدم الأخذ بقول العالم ، وأن مناقشته والصدع ببيان الحق، يختلف تماماً عن الطعن في العلماء

3 - أن يقصد المتحدث بكلامه وجه الله - جل وعلا -



4 - الإنصاف والعدل :



5 - أن نسلك منهج رجال الحديث في تقويم الرجال :

6- أن نعلم أن خطأ العالم على نوعين 


خطأ في الفروع ، وخطأ في الأصول . 

* أما مسائل الفروع فهي مسائل اجتهادية ، يجوز فيها الخلاف ، فإذا أخطاء فيها العالم ؛ بيّناّ خطأه فيها ، بدون تعرض لشخصه . 

* وأما مسائل الأصول ( العقيدة )، فيبيَّن القولُ الصحيح فيها ، ويحذر من أهل البدع في الجملة، وينبه إلى خطورة الداعي إلى بدعته ، بدون إفراط ولا تفريط. 



7- أخيرا ، إذا أمكن الاتصال بمن وقع منه الخطأ- سواء في الأصول أو الفروع، لعله يرجع إلى الصواب ، فهذا أولى . 



وفي الختام ...هناك أمور لابد من بيانها : 



أولاً - أننا لا ندعو إلى تقديس الأشخاص

ثانياً - انطلقت في الأيام الماضية دعوى الإجماع

ثالثاً - قد يفتي بعض العلماء بفتوى لها أسبابُها
 

فيخالفهم فيها آخرون من العلماء أو طلبة العلم، فيُطْعن ُفي المخالف ، ويُتّهم بإثارة الفتنة ، وحب الظهور ، وسرقة الأضواء ، وقلة العلم ....إلخ . 

وهذا تصرف غير سليم ، فعلينا أن ننتبه 

رابعاً - لماذا تبرز أخطاء العلماء أكثر من غيرهم ؟

خامساً - احذر من الذم الذي يشبه المدح :

سادساً : أن من أساء الأدب مع العلماء فسيلقى جزاءه عاجلاً أو آجلاً .



سابعاً : على العلماء وطلاب العلم الذين يبتلون بالتعريض للطعن ، وكلام الناس فيهم
 ؛ عليهم أن يصبروا ويتقوا الله ، وأن ليعلموا أنهم ليسوا أفضل من الأنبياء والمرسلين، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يسلم من الكلام فيه ، وطعن حتى في أهله ؛ في حادثة الإفك . 



ثامناً - احذر من التعميم : 

إن قضية التعميم في الأحكام قضية خطيرة جداً ، وقد وقع كثير من الناس في هذه الظاهرة التي تدل على قلة الوعي وعدم الإنصاف ، ترى أحدهم يقول : العلماء فعلوا ، والعلماء قالوا ، والعلماء قصروا ، والعلماء غلطوا – بهذا التعميم - . والتصرف السليم أن يُعمَّم في الخير ، ولا يُعمَّم في الشر ، ومن فضل الله تعالى أن الرحمة تعم كالمطر ، والعقاب يخص { وكلا أخذنا بذنبه } ومن كرمه سبحانه أن الرحمة تشمل خليط الأخيار – وإن لم يكن منهم - : (( هم القوم لا يشقى بهم جليسهم )) . ولقد اطلع الله على أهل بدر فقال : (( اذهبوا مغفوراً لكم )) متفق عليه . وأما العقاب: {ولا تزر وازرة وزر أخرى }. [ سورة الأنعام ، الآية : 164 ]. 



تاسعاً - أخيراً أقول للمتحدثين في العلماء: 



اتقوا الله، توبوا إلى الله، أنيبوا إلى الله ، واثنوا على العلماء بمقدار غيبتكم لهم، و إلا فأنتم الخاسرون ، العاقبة للمتقين . وما مثلكم إلا كما قال الأول : 

كناطح صخرة يوما ليوهنها ****** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل. 

وقول الآخر : 

يا ناطح الجبل العالي ليثلمه ****** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل 

فنتبهوا، وصححوا المنهج ، وانظروا في العواقب،واحفظوا حرمات الله ، يحفظكم الله، ويغفر لكم. 

هذا ، أسال الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعيذنا من فتنة القول والعمل . والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وصفـــــــــات ** naser shalby